responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تزكية النفس المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 315

الفصل التاسع

ا لإشــــفا ق

قال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَ نَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ[1].

الإشفاق نظير الخوف والخشية. ويظهر من هذه الآية المباركة أنّ الإشفاق نتيجة الخشية أو الخوف; إذ عبّرت بتعبير: ﴿مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ فكأنّ الإشفاق يتولّد من الخشية.

والظاهر : أن المقصود بالخشية: الخوف وحده أو الخوف مع التعظيم والإجلال والاحترام والإكبار، ولكنّ الإشفاق مأخوذ من الشفقة، ففيه معنى الترحم والعطف والحنان، أو التزلزل والاضطراب وذلك من قبيل الإشفاق على الطفل، فالإنسان المؤمن يصبح نتيجة الخشية من الله في حالة الإشفاق على نفسه والاضطراب المشوب بالشفقة والرأفة عليها.

وممّا يجلب الانتباه أنّ الإشفاق نُسِبَ في القرآن إلى الملائكة أيضاً، رغم ما نعلم به عادةً من أنّهم فارغون عن الهوى والنفس، فلا يتورّطون في المعصية، قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ



[1] السورة 23، المؤمنون، الآيات: 57 ـ 61.
اسم الکتاب : تزكية النفس المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست