اسم الکتاب : ولاية الأمر في عصر الغيبة المؤلف : الحائري، السيد كاظم الجزء : 1 صفحة : 51
كونه أمراً ظاهريّاً احتياطيّاً ، بل بمعنى أنّ الاحتياط من قبل نفس المولى ، فالمولى أوجب المقدّمات احتياطاً في موارد احتمال الانتهاء إلى النتيجة ولو في أجيال متأخّرة غير الجيل الذي هيّأ تلك المقدّمات البعيدة .
شواهد ضدّ إطلاق الأدلّة :
وفي مقابل ما ذكرناه من أنّ أجواء المدرسة الإسلاميّة تساعد على تكوّن الإطلاق في أدلّة الجهاد وأدلّة العمل في سبيل رفع راية الحقّ قد تبرز نكات وشواهد على خلاف ذلك ، إمّا بمعنى أنّ تلك النكات والشواهد تخلق أجواءً معاكسة لتلك الأجواء بحيث لا يتكوّن عندئذ ذاك الإطلاق ، أو بمعنى أ نّها تؤدّي إلى تقييد ذاك الإطلاق وإخراج زمن الغيبة عنه بالتخصيص ، ولعلّ تلك النكات منحصرة في أُمور ثلاثة :
الأوّل : نفس غيبة الإمام صاحب الزمان عجّل اللّه فرجه ، فلو كانت إقامة الحكم الإسلاميّ ممكنة وواجبة كان أجدر الناس بذلك هو الإمام صاحب الزمان عجّل اللّه فرجه ، فهو إنّما غاب لأ نّه لم تكن من الوظيفة اليوم إقامة الحكم ،ولم تكن الظروف مؤاتية لذلك ، فكانت نتيجة حضوره أ نّه يقتل وينقطع بذلكآخر حبل ممدود بين السماء والأرض ، فشاءت الحكمة الإلهيّة أن يغيب كييبقى محفوظاً من كيد الأعداء إلى أن تحين الفرصة لإحياء الحقّ وقطع دابرالظلم ، فعندئذ سيظهر الإمام المعصوم ويملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً .
اسم الکتاب : ولاية الأمر في عصر الغيبة المؤلف : الحائري، السيد كاظم الجزء : 1 صفحة : 51