من الصحابة يقفون في صفّه ضد معاوية، علماً أنّ الكثير منهم قد توفّي خلال فترة الخمس وعشرين سنة التي استغرقتها عودة الحكم إليه .. حتى أنه عليه السلام شكّل من هؤلاء الصحابة الذين معه كتيبة قتالية اسمها: الكتيبة الخضراء، وكان عليه السلام يقودها بنفسه.
وكان يلاحظ أنّ معظم هؤلاء الصحابة كانوا طاعنين في السن، فيما كان الإمام عليه السلام يقودهم بنفسه، تاركاً الفتيان لقيادة غيره. في حين أن الحرب عادة ما تعتمد على قدرات الفتيان لا المُسنّين. وفي ذلك إشارة إلى أن الإمام كان لا ينظر إلى حربه مع أعدائه على أنها حرب مادّية، وإنما كان يعتبرها حرب قيمٍ معنوية ضد قيم النفاق والمادة المتمثلة بوجود معاوية وأتباعه الرعاع الجهلة.
ولذلك؛ نجد أمير المؤمنين عليه السلام قد أصرّ على قيادة كتيبة الأصحاب الخضراء، رغم أنهم كانوا قد تغافلوا عن كونه الإمام المفترض الطاعة بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه واله، ولكنهم عادوا وأصلحوا بواطنهم، حيث خاضوا الحرب معه ضد معاوية ..
والسبب الأساسي في ذلك، أنّ الإمام عليه السلام كانت له سياسته الخاصّة تجاههم، وهو الذي كان يتوقّع لهم إصلاح ذواتهم ضمن هذه السياسة التي بيّنها فيما بعد ضمن خطبته الشقشقية، حيث قال فيها بخصوص هذه الظاهرة: