الوالي بما يهمها، واهتمامه بما يعنيها، فآنئذ تظهر نصيحتهم.
«وَقِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ».
فلا ينبغي أن تكون الدولة ثقيلة الظل على الرعية، حيث يطمح الناس إلى زوالها. وعكس ذلك، أن تذكر الرعية حاكمها بالخير وتتمنى له طول البقاء، بعد أن رأت منه العطف والرأفة والدفاع عن حقوقها.
ثم يقول أمير المؤمنين عليه السلام:
«وَتَرْكِ اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ».
حين يقول الناس: إنّ هذه الدولة قد طال أمدها علينا وثقل ظلّها على رؤوسنا .. فالحذر كل الحذر من أن يصل الأمر بهم إلى تمني زوال الدولة وذهاب الحاكم. وللحيلولة دون بلوغ الأمر إلى هذه المرحلة من النفرة، ينبغي للحاكم أن يتخذ منحىً آخر، وقد عبّر عنه الإمام عليه السلام بالقول:
«فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ».
أي امنحهم حرّية الطموح والتطلّع والأمل، ولا تحرق أمانيهم ورغباتهم المشروعة، نظراً لأن الإنسان يعيش بطموحه