responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 59

الامام زين العابدين حينما يقف امام ربه تراه يناجي ربه ويبكي. كما قال الامام الباقر (عليه السلام) بأنه سأل مرة والده: يا ابتاه: لماذا هذه الصلاة؟

فاجابه قائلا: اصلي لربي لعل ربي يحبني.

وفعلا احبه ربه فقد كان في مكة المكرمة بعد ما قلّ الغيث واشتد بالناس العطش. وقف يدعو الله سبحانه وتعالى ان يمطر على أهل مكة. ثم سجد وقال:" سيدي بحبك لي الا سقيتهم الغيث" فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب. [1]" ان كنت تحب علي بن الحسين فامطر عليهم".

لقد بيّن للناس واعطاهم الطاقة الروحية، تلك الطاقة التي تحولت الى طاقة خلقية ومفهوم خلقي صحيح، وبالتالي تحولت الى خيرات داخل الامة الاسلامية. والامة الاسلامية كانت بحاجة الى هذه الروح. فصلاة الامام زين العابدين وتلاوته وقراءته للقرآن كان ضرورياً للامة، التي كانت تستوعب ذلك لمكانته بين ابناءها.

انظروا الى التاريخ لتجدوا الامام زين العابدين (عليه السلام) يأتي الى البيت الحرام، والناس في ذلك الزحام والتدافع والانشغال ولكنهم ينقشعون ليفسحوا له الطريق فيستلم الحجر بسهولة.

كيف كان ذلك؟

ان الناس استوعبوا حياة الامام زين العابدين (عليه السلام) وعرفوه ودخلت في قلوبهم ونفوسهم محبته.

لقد ساهم الامام زين العابدين في علاج الازمة الفكرية بتوجيهاته وافكاره الرسالية. فنرى مثلًا رسالة الحقوق التي بيّن فيها الحقوق التي اوجبها الاسلام على الانسان المسلم، وقسّم تلك الحقوق الى خمسين قسماً. وربما تكون بعض بنود هذه الرسالة. بديهية بالنسبة لنا، لاننا في واقعنا نعيش بعض القيم المتوارثة في


[1] الاحتجاج/ ص 172.

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست