responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 277

حقيقة الابتلاء وانواعه:

ثم ينتقل السياق الكريم لعرض حقيقة الابتلاء وانواعه بشيء من التفصيل فيقول تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ (آل عمران/ 186) فالبلاء هو جلباب الانسان المؤمن، فاذا اختار الانسان الايمان والولاء لله تعالى فليلبس جلباب البلاء، لكون هذا البلاء يحيط بالمؤمن من كل جانب كما يحيط الجلباب بجسده، واول ما يكون البلاء والتمحيص في الاموال، فمن خلالها يمتحن الانسان ليعرف مدى بذله، وعطائه. من بخله وحرصه، فعلى المؤمن ان يضحي بماله اولا، فان لم يضح به اليوم فانه سوف لا يكون مستعدا لان يضحي بنفسه ودمه في سبيل الله عندما يحمى الوطيس.

ثم يكشف السياق عن نوع اخر من البلاء في قوله تعالى: وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذينَ اوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً (آل عمران/ 186) فالانسان المؤمن قد لا يجد حائلا في نفسه يمنعه من ان يدفع بماله او نفسه في سبيل الله، ولكن قد يبقى يواجه مشكلة اخرى وهي حديث الناس وما فيه

من افتراء وسخرية واهانة وما الى ذلك، والقرآن الكريم يشير هنا الى هذه المشكلة، ويدعو المؤمنين الذين يبتلون بهذا النوع من البلاء الى الصبر على حديث الناس، وكلامهم الفارغ، وان تكون لديهم الصلابة، والتريث والحلم، فلا يعيروا اهمية لتلك الاقاويل، ولا يثبطنهم كلام الاخرين.

الحسين (عليه السلام) اسوة الصابرين:

ولتكن لنا في هذا المجال اسوة حسنة بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) عندما

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست