responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 276

والصالحات، فتنقضي كلها دون ان يشعر، وحينئذ لا تنفعه الحسرات، والندم على ما فات. فليصح الانسان من غفلته، ولينهض ويرتفع بعمله وعطائه الى الهدف الاسمى وهو الجنة والرضوان. والوصول الى هدف كهذا لا يمكن ان يكون الا بالعمل والعطاء والاخلاص لله عز وجل، والا فان مآل اكثر الناس سيكون الى جهنم، كما يقول تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ (الاعراف/ 179)

فلنطهر قلوبنا من شياطين الكسل والاهمال والتبرير وطول الامل، فالشياطين انما يريدون اغواءنا ليكون مصيرنا الى النار معهم، واحدى وسائلهم بث الكسل، وانواع التبرير، والتغرير بطول الاعمار وكثرة الاموال، وتزيين حب الدنيا وشهواتها، وملاذها الزائلة، والاهواء الضالة. وهذه هي وسائل واساليب الشيطان وجنوده في اغواء الانسان واسقاطه في هاوية جهنم، ونارها الحامية.

ولو ادرك الانسان حقيقة كون الحياة الدنيا غرورا، فانه سيعلم حنيئذ سر الابتلاء الالهي له. فالله سبحانه يحب عباده المؤمنين المتقين، ولكن لماذا كانت مسالك

هؤلاء المؤمنين مليئة بالاشواك والمعاناة والالام بدل ان تكون معبدة، مفعمة بالورود والرياحين؟ السر في ذلك انه تعالى يحب المؤمنين، ويريد سعادتهم، ولكن عز وجل لا يحب الدنيا وقد كرهها لعباده المؤمنين لعلمه الازلي انها لا تتلاءم مع مقامهم الرفيع، فكل ما لهم من هذه الدنيا ان يتزودوا منها ما ينفعهم لاخرتهم، فالدنيا مزرعة الاخرة عند المؤمنين، وهي مسلك وممر، وليست دار مقر.

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست