responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 252

ومن ابرز ما ينبغي ان يبتعد عنه الانسان هو حب الرئاسة والشهرة في الدنيا، فهذا الحب متعمق في ذات الانسان، ولذلك فان الله تعالى لم يخرج آدم وحواء من

الجنة الا لانهما استسلما لهذا الحب حيث قال لهما الشيطان مخاطبا آدم (عليه السلام): فَوَسْوَسَ إِلَّيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَآ ادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (طه/ 120).

ولذلك فان اكثر الناس انما يدخلون النار بسبب حب الرئاسة اما بصورة مباشرة، او بصورة غير مباشرة، وذلك من خلال طواغيت الارض ومن يحوم حولهم لان الذين يحبون الرئاسة يدخلون اتباعهم في نار جهنم.

والى ذلك يقول الله عز وجل: تِلْكَ الدَّارُ الاخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الارْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (القصص/ 83) والمقصود بالمتقين هنا الذين يتجاوزون حاجز حب الشهرة والرئاسة، وفي هذا المجال يروى عن الامام الصادق (عليه السلام) ان دموعه كانت تتساقط عندما يسمع هذه الاية فيقول: ذهبت والله الاماني عند هذه الاية.

وللاسف فان بعض الناس يتصورون انهم من اهل الجنة، ولكنهم عندما يجدون فرصة للعلو في الارض، والشهرة نراهم لايستطيعون مقاومة حب الرئاسة، وفي رأيي فان الكثير من الناس يتعرضون للسجون، ولملاحقة السلطات الارهابية، فيصمدون امام الصعوبات، ولكن حب الرئاسة يبقى في قلوبهم مع ذلك.

واذا ما استطعنا ان نصل الى مستوى اخراج حب الدنيا من قلوبنا، فاننا سنستطيع في الواقع ان نخترق الحاجب الفاصل بيننا وبين الدنيا، فنرى هذه الدنيا على حقيقتها، ولانكتفي بالنظر الى ظاهرها.

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست