responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 251

جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَآ (العنكبوت/ 8) فالمشكلة الاولى التي يواجهها الانسان هي مشكلته مع ابويه، ولقد تجلت هذه المشكلة عند

ابراهيم (عليه السلام) عندما عارض اباه وفي الحقيقة فان هذه هي المرحلة الاولى من الجهاد.

اما المرحلة الثانية فتتمثل في الجهاد ضد توجهات المجتمع، وهذه المرحلة يشير اليها تعالى في قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَآ اوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ (العنكبوت/ 10) واذا توقفنا قليلا عند قوله تعالى: جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ لاكتشفنا ان العذاب الدنيوي هو عذاب محدود لان وقته محدود، في حين ان عذاب الله عز وجل ليس كذلك بل هو عذاب ممتد لاينتهي.

بين الابتلاء الدنيوي والاخروي

وهكذا فان على الانسان المؤمن ان يضع نصب عينيه دائما انه لابد ان يواجه المصاعب، وان هذه المصاعب هي اقل بكثير من العذاب الذي سيواجهه الجلاد يوم القيامة، وكما يقول الحديث الشريف فان يوم المظلوم اشد على الظالم من يوم الظالم على المظلوم، فالظالم يسلط عليك سوطا، ولكن الله تعالى سيسلط عليه في الاخرة مقامع من حديد بحيث ان واحدا منها لو سقط على الجبال لتفتتت، فكيف بالانسان؟

ان استشعار هذه الحقيقة يمنحنا الصبر والصمود، ويفهمنا ان للدنيا ظاهرا وباطنا، وفيسورة العنكبوت التي اوردنا الايات السابقةمنها اشارات واضحة الى هذه الحقيقة.

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست