responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 221

يعطيه الايمان للانسان، ولو جرب الواحد منا ان يكون مؤمنا صادقا في المواقف الصعبة التي يواجهها لادركنا حينئذ ان الايمان قوة لا يمكن ان تقهر، وانه حرية لا تحد، وأفق لا ترى له نهاية، وانه هو الحياة الحقيقية، وان مانعيشه الان ما هو الا موت محدود اي ان حياتنا بسيطة ساذجة ومحدودة للغاية.

والقرآن الكريم يريد ان يحمل الانسان الى الافق الاعلى الذي هو افق الايمان، ولو اننا تدبرنا في آية من آياته الكريمة، ونظرنا الى ما حولنا في الكون من خلال بصائره النيرة، وتسلحنا بضيائه ونوره لاستطعنا ان ننتفع بهذا الكتاب العظيم، ونعيش اللحظات الايمانية او بالأحرى الحياة الايمانية.

ان نظرتنا الى الكون يحددها ايماننا او كفرنا، والعالم المحيط بنا ليس الا آية من آيات الله عز وجل بل اني اكاد اقول ان الانسان المؤمن هو الذي يرى العالم، وان الانسان الكافر لا يرى شيئا، فالانسان المؤمن يعتقد بحقانية الكون بنور الايمان، ويؤمن بصدق نفسه، ويثق انه موجود، اما الانسان المشرك فانه لا يؤمن بنفسه لانه لا يؤمن بالله تعالى، فالذي يخضع للهوى لا يؤمن بنفسه، والذي يستسلم لضغط الارهاب، وينقاد لرياح المجتمع لا يمكن ان يؤمن بنفسه، فمن آمن بنفسه، ووثق بأنه انسان حي، وكيان مستقل كيف يسمح لنفسه ان يكون نجما في افق الاخرين، وكيف يسمح لنفسه ان يكون ريشة في مهب الرياح الاجتماعية، وكيف يستسلم الذي تذوق حلاوة مناجاة الله سبحانه وتعالى ويرضى لنفسه ان يناجي البشر ويخضع لهم؟!

ان المؤمنين الحقيقيين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ولا يستبد بهم غرور القوة، ولا يبطرهم طغيان الاستغناء،: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست