responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 209

الظلمة ولابد ان يسعى لكي يخرج منها، لان الله تعالى خلقه في احسن تقويم، ولكنه يسقط في اسفل سافلين بسبب جهله، وظلمه لنفسه، وتربيته الفاسدة؛ اي

انه يهبط الى الحضيض وعليه ان يعود من جديد الى القمة، وهي الفطرة التي ولد عليها الانسان. فكل مولود انما يولد على الفطرة، ولكنها لاتبقى معه، فأبواه كما جاء في الحديث الشريف هما اللذان يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. فلابد له من ان يشق طريق العودة الى الله سبحانه لكي يكون من الذين استثناهم الخالق من الهابطين الى اسفل سافلين والذين يقول عنهم: إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (العصر/ 3).

وفي الحقيقة فان هؤلاء المؤمنين العاملين الصالحات هم القلة من الناس كما يقول تعالى: وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (هود/ 40)، والقران الكريم يفسر لنا هذه الظاهرة بقوله: كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ فالمجتمع والفرد لهما عادات من الصعب الاقلاع عنها، والخير عادة كما ان الشر عادة ايضا، ولكن المشكلة ان اغلب الناس متعودون على الشر؛ فالكسل وحب الراحة والرئاسة كلها عادات يزينها الشيطان للانسان.

وعلى سبيل المثال فان القصص القرآنية لم توجه الينا للتسلية، فقصة ابراهيم (عليه السلام) مثلا هي موجهة الينا بالدرجة الاولى، وقصته تبدأ بالحديث عن رحلته الى الله عز وجل، فقد عبد النجمة اولا ثم افلت فأقلع عن عبادتها، وهكذا الحال بالنسبة الى القمر والشمس حتى وصل الى مرحلة توحيد الله، ومن هذه القصة نستفيد ان على الانسان ان يتساءل في كل مرحلة عن مدى صحة

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست