responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 208

العقبة تفصلنا عن رؤية آيات الله تعالى، وعن الاعتبار بها. فالناس يملكون الاعين ولكن القليل منهم يمتلك البصيرة، كما انهم يمتلكون الاذان ولكن القليل منهم يمتلك السمع، ولذلك يقول عز وجل: أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَاحْيَيْنَاه

(الانعام/ 122)، فالانسان الميت لايكيف نفسه مع ما حوله، وينفصل عن الوسط الاجتماعي والطبيعي المحيط به، وهو في الحقيقة انسان ميت لان الذي لايمتلك الايمان لايمكن ان يكون متمتعا بالبصيرة، والقرآن الكريم يشبه هذا الانسان بمن يعيش في الظلمات: كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ (الانعام/ 122).

كيف نشرح صدورنا للايمان:

ثم يقول عز وجل: فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ (الانعام/ 125)، وفي تعريف الاسلام يقول الامام علي (عليه السلام):" لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبها احد من قبلي ولن ينسبها احد من بعدي؛ الاسلام هو التسليم"، والقرآن الكريم يصرح في الاية السابقة ان من يريد الله ان يشرح صدره للاسلام فانه سيفتح ابواب قلبه وصدره لكي لايعيش داخل اطار نفسه، وفي سجن ذاته، ولكي ينطلق الى الاسلام؛ اي الى التسليم لله حتى تكون صلاته ونسكه وحياته ومماته لله رب العالمين، فاذا به مؤمن بقضاء الله وقدره وشريعته واحكامه .. فان حدثت هذه الحالة في نفس الانسان فحينئذ ينشرح صدره، ويخرج من ذاته، ويدخل في النور.

وفي غير هذه الحالة سيبقى الانسان يعيش في الظلمات، فالانسان يولد في

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست