responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 171

اعطي العقل، وراح هذا العقل يتفتح على الحياة كي يخوض غمار ظروفها المختلفة، كان عليه ان يتحدى الزمن والظروف الصعبة، والمشاكل المحيطة به لكي تنمو قابلياته، وتتفتح افكاره، ولذلك كانت دنيانا هذه هي دنيا التحديات والافعال وردود الافعال، دنيا لا بقاء فيها الا للمتطور والمتفوق.

والى يومنا هذا ما يزال هناك من البشر من يعيشون حياة بدائية؛ يكتسون بأوراق الشجر، ويصطادون الحيوانات بالرماح وربما يأكلون لحومها نية. في حين نجد ان هناك شعوبا استطاعت ان تغزو الفضاء بعقولها، وتصل الى القمر، وتصنع العقول الالكترونية، والفرق والاختلاف هو ان البشر البدائيين لم يستجيبوا للتحدي بعد، في حين عاش ذلك الانسان المتفتح عقليا حالة التطور والتقدم فتيسرت له سبل الحياة، واضمحلت امام قوته العقلية الجبارة كل الصعوبات، والظروف القاسية.

وهكذا فان الحياة انما هي لمن يستطيع ان ينمي ويطور نفسه وينهض بوضعه الى ما هو افضل، ومن هنا لا يجوز لنا ان نلعن الزمن، ولنلعن بدلا من ذلك جمودنا وتقصيرنا والروح اللامسؤولة فينا. فكل منا مسؤول عن نفسه، فاذا طوّر احدنا نفسه فان الغير سوف لا يستطيع السيطرة عليه. فلغة التحدي والاستجابة للزمن وتحولاته هي اللغة التي يجب ان نتحدث ونتسم بها، وهي اللغة التي يجب ان يفهمها كل مسلم في امتنا، ذلك لان الله جل وعلا حين خلق الدنيا، واوجد الحياة، جعل لحركتها وسيرها سنّة التطور والتكامل، فاذا ما واكب الانسان هذه المسيرة في الحياة فهذا هو المطلوب، ولكنه لو شاء ان يبقى مكتوف الايدي ازاء التطور والتحول نحو الافضل فلابد ان يصبح ضحية اولئك الذين

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست