responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 81

(العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس) [1].

ذلك لأن الأحكام تتغير وفق متغيرات الزمان، ولكن في إطار القيم الثابتة، فنرى مثلا أن الإمام علي عليه السلام يجلس في بيته بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مرغماً على ذلك طوال ربع قرن، ولكنه يتسلم زمام الأمور حينما يتطلب منه الأمر ذلك، فيخوض المعارك، ويقتحم الصفوف، ويذيق أعداء الدين الويل.

وهكذا الإمام الحسن عليه السلام، حيث حمل السيف ضد جيش الشام في الفترة الأولى من إمامته، ولكن حينما تطلّبت المصلحة العامة أن يصالح معاوية، فإنه يفعل ذلك.

وحينما يتطلب الظرف الثورة على الظالمين وتقديم أكبر التضحيات في سبيل فضح حكم بني أمية، الذين لو تُركوا وشأنهم لمسخوا الإسلام الحق وبدلوه بمجموعة أباطيل لا تخدم إلا جورهم وفسادهم، نرى أن الإمام الحسين عليه السلام لا يتوانى في ذلك، فيقدم نفسه وأهل بيته وأصحابه قرابين في سبيل الله.

ويتبدل الظرف ويأتي دور الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام، فينتهج منهاج تأليف الأدعية، وشراء العبيد وتربيتهم تربية رسالية ثم عتقهم لينشروا الإسلام في أرجاء الوطن الإسلامي الذي كان يتسع يوما بعد آخر.

أما مرحلة الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام فكانت تتطلب منهما تزريق الوعي في جسم الأمة وبث المعارف الإسلامية، ونشر الفقه.

وتأتي مرحلة الإمام الكاظم عليه السلام والتي كانت الظروف فيها مهيئة للثورة، فنراه يقوم بالإعداد لها سراً.


[1] - بحار الأنوار، ج 75، ص 269، ح 109.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست