responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 72

فهذا يجعل علمه تبعا لأهواء أصحاب المال، وأصحاب الجاه والنفوذ، ورؤساء العشائر، ولا يعطي علمه للمستضعفين حتى يتحرروا به من مسكنتهم.

(ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين، فإن رُدَّ عليه شيء من قوله، أو قُصِّر في شيء من أمره غضب، فذلك في الدرك الرابع من النار).

(ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر بها علمه، ويكثر بها حديثه، فذاك في الدرك الخامس من النار).

وهؤلاء هم العلماء الإنتقائيون الذين يريدون أن يرفعوا أنفسهم حتى لو كان بذلة الدين وتحطيم الرسالة.

(ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول: سلوني، ولعلّه لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار).

(ومن العلماء من يتخذ علمه مروّة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار) [1].

وهؤلاء هم الذين يستفيدون من علمهم في سبيل الاستعلاء على الناس، ويطلبون العلم لكي يعدّهم الناس من أهل العقل، كالكهنة الذين كانوا في بعض مراحل التاريخ أكثر قوة من الملوك، فكانوا يستغلون الجماهير بعلمهم وفطنتهم، فلم يوظِّفوا علمهم من أجل السلاطين، ولا من أجل اصحاب المال والنفوذ، وإنما من أجل ذواتهم، وإرضاء لشهوة التسلط والتحكم عندهم.

العلماء ورثة الأنبياء

هذا عن علماء السوء الذين باعوا علمهم من أجل شهواتهم، أما العلماء الصادقون الذين تعلموا لله وعملوا لله، وطبقوا علمهم على أنفسهم قبل أن


[1] - بحار الأنوار، ج 2، ص 108، ح 11.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست