responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55

في الارض بغير الحق. ولا يكتفي الإسلام بذلك بل يبين الجوانب الخفية من الشرك كاحترام صاحب الجاه لجاهه، وصاحب المال لماله.

جاء في الحديث عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال:

(من أتى غنياً فتواضع له لغناه، ذهب ثلثا دينه) [1].

فالذي يحترم الاغنياء لانهم أغنياء، يدخله الله عزوجل النار، لان هذا الاحترام سيجره إلى الخضوع لهم، وبالتالي إلى سيطرة هؤلاء على الناس.

وفي سورة عبس يذكرنا القرآن الحكيم بقضية ذلك الرجل الذي جاءه رجل اعمى فقير فاعرض عنه، بينما كان العابس يجل الاغنياء ويحترمهم، يقول تعالى:

عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَن جَآءَهُ الأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى* فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى* وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى عَبَس، 1- 10

فتجد القرآن يؤنبه ويوبّخه على موقفه هذا حيث اتخذ الغنى مقياسا لتقييم الناس، وفي قصة قارون يحكي القرآن عن الناس الذين كانوا معجبين بقارون، وكان كل واحد منهم يتمنى لو كان يملك مثل ما يملك قارون، واذا بهم حينما خسفت بقارون وبداره الأرض قالوا:

وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يُبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلآ أَن مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ القَصَص، 82

إن احترام الغني لغناه نوع من الشرك، وهكذا كان حال اليهود الذين اعتقدوا أنهم أغنياء وأن الله فقير، لان المستضعفين الذين اتبعوا


[1] - نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم 228.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست