responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 42

وبهذا الفصل يبعد عن المجتمع أولئك الذين يستخدمون العلم من أجل شهواتهم، وبالتالي يجعلون العلم تابعا للمال. فالإنسان الذي يسترزق بعلمه، فيبيع علمه ومعارفه لمن يؤمّن له مصالحه، هذا الإنسان يجعل أصحاب المال والثروة قادة للأمة، وليس العلم وأصحاب العلم، بينما نقرأ في الحديث المروي عن الامام الصادق عليه السلام إن

(الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك)

[1]. وتقول الحكمة المروية:

(اذا وجدتم العلماء على أبواب الملوك فبئس الملوك وبئس العلماء، واذا وجدتم الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء)

. وإذا أردنا مثلا لهذه الحقيقة المرّة التي طالما حطمت العالم وسحقت المحرومين وعذبت البشرية المستضعفة، يكفينا أن نلقي نظرة خاطفة على أروقة قصور الحكم والحكام هنا وهناك، لنعرف كيف يباع فيها العلم لصاحب المال والسلطة، ولنجد مثلًا أن بروفسوراً ذكياً مستوعباً لكثير من العلوم قضى عمره في البحث والدراسة، يصبح موظفاً بسيطاً عند رجل أعمال مثل (ديفيد روكفلر) ليدعمه بالعلم الذي خلقه الله من أجل تحرير الإنسان من نير الطبيعة، ومن ضعفه وعجزه ومحدوديته، ليقهر به المستضعفين ويهضم حقوقهم.

إن بيع العلم هو أن يخترع رجل خبير في الكيماويات بعض العقاقيرالتي يستفاد منها لانتزاع الاعترافات من السجين لادانته ثم لإعدامه بهذه الاعترافات.

لذلك ترى القرآن الحكيم يؤكد دائماً على عدم بيع العلم بدراهم معدودة، لأنه مهما كان الثمن المدفوع كبيرا، فإنه لا يسوى شيئاً أمام العلم الذي هو دائما أغلى من كل شيء. وأول ما يفعله الإسلام


[1] - بحار الأنوار، ج 1، ص 183، ح 92.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست