responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 32

متقيا، يعف عن سائر الشهوات ولكن لا يكفي ذلك لإتباعه وجعله قدوة، فقد يكون إنسانا متقيا وورعا في الظاهر ولكنه لا يعود إلى عقل سليم في أفكاره وتصرفاته.

ثم يقول الإمام عليه السلام:

(فإذا وجدتم عقله متينا فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله، أو يكون مع عقله على هواه).

في حالة وحدة الرايات في مسيرة عريضة واحدة، قد يصعب أن تعرف أن هذا الإنسان يمشي مع عقله أم مع هواه، ولكن حينما تتفرق السبل آنئذ يمكن أن نكتشف الرجل في أي إتجاه يسير.

ثم يعطينا الإمام مقياساً آخر فيقول:

(فكيف محبته للرئاسات الباطلة، وزهده فيها. فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة، يترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذّة الأموال والنعم المباحة المحلّلة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة، حتى اذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم وبئس المهاد)

. فقد يكون الرجل تاركاً لكل الشهوات وعقله سليم ووعيه كاف، ولكنه يسقط إذا امتُحِن في مضمار الرئاسة ف-

(الولايات مضامير الرجال) [1]

كما في الحديث، وحينما تأمره بالمعروف تجده يتكبر وتأخذه العزة بالإثم، لان عقدة الرئاسة تمنعه من تقبل النصح من أي كان. لذلك ترى أن هذا الإنسان الزاهد المتعفف، عندما يتسلط عليه حب الرئاسة، فإنه يقتحم ميادينها، وقد حجبت بصره وبصيرته حجب داكنة فيقتحم المهالك، ولا يهتم اذا هلك قومه وشعبه وتضررت أمته .. المهم أن يبقى هو (سيادة الرئيس) فهذا يكفيه. وهو لا يريد الأكل والشرب والراحة! وانما يريد الرئاسة


[1] - نهج البلاغة، قصار الحكم، رقم 441.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست