responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31

مواصفات القدوة

في حديث شريف نقرأ عن المقياس الذي على ضوئه يجب أن يُنتخب القائد، يقول الإمام الرضا عليه السلام عن الإمام السجاد عليه السلام:

(إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لا يغرّنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب المحارم منها لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخاً لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه).

فهذا النموذج من الناس، وهو الإنسان الذي يتخاضع في حركاته، ولا يتحدث الا بلين وبصوت خافت، ويمشي بوقار، ويتصنَّع صفات الأخيار، يحذرنا الإمام منه ويقول: لا يغرّنكم هذا، فإنه قد يكون ذئباً في إهاب شاة، وقد تكون روحه روحاً فاسدة، الّا أنّ ضعفه وذله وصغاره في أعين الناس، هو الذي يمنعه من أن يقتحم الحرام، وليست إرادته.

ثم يقول عليه السلام:

(وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام، فرويدا لا يغرّنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة. فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرماً، فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغرّنكم حتى تنظروا ما عَقَدَه عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه عقله) [1].

قد يكون الرجل يعفّ عن المال الحرام ولكنه لا يعفّ عن الشهوات الاخرى، فلا يغرّكم عفافه عن المال الحرام، وقد يكون


[1] - وسائل الشيعة، ج 5، كتاب الصلاة، أبواب صلاة الجماعة، الباب 11، ص 394، ح 14.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست