responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 14

امّا في المجتمع الإسلامي، فالقائد- ذو المؤهلات والكفاءات اللازمة- بإمكانه أن يقوم بالواجبات الأساسية للقيادة التي سنشرحها فيما بعد وهو واثق بأن الناس سيطبقون أوامره وخططه بدون تردد بل برغبة وعزيمة.

وحالة الرضا- وجوداً وعدماً- تؤثر سلباً أو إيجاباً على قرارات القيادة، فاذا فقدت حالة الرضا والتسليم في المجتمع يصبح حال قائده كحال الإمام على عليه السلام حين يتأوه ويقول:

(والله لقد أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان) [1]

. قالها عندما ظهرت حالة التمرد والعصيان في صفوف أصحابه، وأخذوا لا يطبقون قرارات القيادة بالشكل المطلوب، ففي هذه الحالة يجد القائد نفسه حائراً، لا يدري أي قرار يتخذ وكيف يخطط، لأنّه كلما رسم خطة أفسدها الناس بعدم الطاعة والتسليم.

يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام مخاطباً أولئك المتخاذلين الذين أفسدوا عليه رأيه ولم يطيعوه في حرب معاوية، حتى غزى جيش الشام مدينة الأنبار وقتل والي الإمام عليها حسّان بن حسّان البكري، وجمعاً كثيراً من رجالها، ونهب ما إستطاع نهبه من أموال وحلي:

(.. قاتلكم الله! لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرّعتموني نغب التهمام

- الهم-

أنفاساً، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان؛ حتى لقد قالت قريش: إن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب.

لله أبوهم! وهل أحدٌ منهم أشدّ لها مراساً وأقدم فيها مقاماً مني! لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرّفت على الستين! ولكن لا رأي لمن لا يطاع) [2].


[1] - بحار الأنوار، ج 34، ص 143.

[2] - نهج البلاغة، الخطبة رقم 27.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست