هنا يعبّر القرآن الحكيم عن تلك الحالة النفسية التي يعيشها المؤمن وهي حالة السكينة والهدوء بأنها بسبب تأييد من قبل الله سبحانه وتعالى.
ولأن المجتمع المسلم مجتمع الرضا والتسليم، فإن طاعة القيادة المشروعة فيه تصبح قضية طبيعية، لأنّ الفرد هنا يعترف بمستواه الحق، ويرضى أن يتعامل على أساسه. بعكس الإنسان الذي يرى نفسه فوق مستواه ويزعم أن الناس يسيؤون إليه. هذا الإنسان يعيش القلق ولذلك من الصعب عليه أن يطيع قيادته، إلا أن تفرض القيادة قراراتها عليه فرضا فإنه يفعل ذلك مرغماً، ولا يعطي العمل حقه لانّ تطبيق القرار بدون إرادة الإنسان، يثبِّط رغبته ويحول دون إبداعه، فتأتي النتانج مخالفة تماماً لما أرادته القيادة.
هذه حالة الدول البيروقراطية التي كلما بحثوا عن حل لمشاكلهم لم يتوصلوا إلى شيء ماداموا لا يبحثون في الأسباب التي تكمن في نفسية الموظفين الذين لا يطبقون القرار باعتباره واجباً إنسانيا وإجتماعياً، وانّما يبحثون أبداً عن الطرق الملتوية للتهرب من واجباتهم، فترى الموظف ينظر خلال الدوام عشرات المرات إلى ساعته مترقباً إنتهاء الدوام ليقفز من مكتبه إلى خارج الدائرة.
إن المجتمع الذي يعيش أبناؤه القلق النفسي وحالة عدم الرضا والتسليم، تصبح الطاعة فيه قسراً، والقسر لا يدوم.
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 13