responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 114

للبشرية جمعاء.

وعندما يحدثنا القرآن عن النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) فانه يعود الى تاريخ بعيد، فيقص لنا كيف ان امرأة عمران نذرت مريم لله، وكيف تمت تربيتها وتنمية الخصال الحيمدة فيها، ثمّ كيف حملت مريم (عليها السلام) بعيسى الذي اصبح فيما بعد نبياً من انبياء الله، وروحاً من عنده وكلمة منه.

وهكذا كان يحيى (عليه السلام)، ويذكر لنا القرآن الكريم الكيفية التي رزق بها زكريا بيحيى (عليهما السلام) بعد أن بلغ من العمر عتيّا، وكانت امرأته عاقراً، فجعل- تعالى- يحيى سيداً و حصوراً ونبياً من الصالحين، في معجزة فذة.

وهكذا نجد ان عملية اختيار الانبياء، والناطقين باسم رسالات الله، والذين يصبحون مثلًا عليّا للبشرية، وقدوات عظمية لبني آدم، لا تتم عبثا وانما وفق قيم صائبة تبدأ منذ الولادة، ذلك لانّهم يجب ان يتحدثوا عن الله، وينطقوا باسم رسالاته، و يكونوا شفعاء ووسطاء للانسان، و يمثلوا السبل والوسائل التي تربط بين العبد وربة، فالانبياء لا يمكنهم ان يصلوا الى هذا المستوى الا بعد ان يختبروا بالمشاكل والمحن، ويمحصوا بالابتلاءات، كما يشير الى ذلك تعالى في قوله: وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال اني جاعلك للناس إماما [1].

العلماء خلفاء الانبياء:

هذا الاختيار الالهي يدعونا الى التأمل قليلا في اولئك الذين يريدون ان يجلسوا مجلس الرسول (صلى الله عليه و آله) و يكونوا خلفائه ويتحملوا مسؤولية قيادة الناس الى رضوان الله و الجنة، فهذا الاختيار يدعونا للتساؤل: كيف ينبغي ان يكون علماء الدين الذين يريدون ملء هذا المنصب العظيم والخطير؟

اولا و قبل كلّ شيء لا يجدر بعلماء الدين ان يكونوا كسائر الناس العاديين، ذلك


[1] - البقرة 124.

اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست