responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 199

خلال العمل؟

وفي الحقيقة فان هذه هي التجربة الصعبة التي ينبغي على الحركات الاسلامية ان تقيّم عبرها فكرها وقدرتها الثقافية. وهناك تجربة اخرى هي تحول القيم الى سلوك، وعدم الاكتفاء بتضخيم الاعمال، فعندما يكون عملنا قليلا وكلامنا كثيرا فان هذه الحالة سوف تسبب الهلاك لنا، في حين ان القرآن الكريم يؤكد على الجانب العملي في آيات كثيرة منها قوله- تعالى-:

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ (التوبة/ 105).

فاذا ما عملنا فاننا سنصنع واقعا، و هذا الواقع يمثل مسيرة الله- سبحانه-، والمؤمنين، اما اذا لم نعمل واكتفينا بالكلام فان كلامنا هذا سوف يتلاشى ولايكون له اي تأثير. فالسلوك يجب ان يكون حجة على القيم واذا لم يتسم بهذه الصفة فان دل على شيء فانما يدل على ان هذه القيم غير صحيحة في اذهاننا، فالذي يدعو الى الاسلام ولا يطبق قيمه فانه اخطر على الاسلام من الذي يدّعي الكفر ويطبق منهجه لان الاول يعمل على تشويه سمعة الاسلام.

العلاقات يجب ان تكون نابعة من القيم:

اما من ناحية السلوك في العلاقات، فماذا كان شكل العلاقة بين ابناء الحركات الاسلامية الواحدة، وهل كانت المنافسة ضمن الحركات الاسلامية نابعة من قيم الرسالة ومن التقوى الاجتماعية، وصادرة من كل ما قاله القرآن؟ اذا كان الامر كذلك فان السلوك نفسه سيصبح دليلا نابعا من المجتمع الذي نريد اقامته.

فاذا ما اردنا ان نقيم مجتمع الحرية فلابد ان تسود علاقاتنا مع بعضنا البعض قيمة احترام الاطراف المختلفة، لان كل واحد منا يرى في الاخرين قدوة صالحة لنفسه وتجسيدا للرسالة، فالانسان المسلم والمجاهد يجب ان يحترم اساسا وان لايكون

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست