responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198

جديدا، ولم تتمكن من تحويل شعاراتها الى عمل، وقيمها الى سلوك، وبالتالي فانها عجزت عن تحويل افكارها الى احداث واقعية تعيش في الحياة ذاتها، ولذلك فانها سقطت وتجاوزها الزمن.

ان الحركة الاسلامية لاتواجه بعدا واحدا من ابعاد التحدي الحضاري، ولا تواجه قيما زائفة في الحضارة الغربية فحسب، بل انها تواجه بالاضافة الى ذلك تراكمات هائلة من الافكار الحديثة؛ فهناك عشرات الالوف من انواع الكتب تصدر كل عام في العالم، وهذه الكتب لاتدور حول الجوانب المادية فحسب بل وتدور ايضا حول الجوانب الفكرية والنظرية؛ فما هو الموقف منها، وكيف نستثمر- نحن المنتمين الى الحركات الاسلامية- جوانبها الايجابية؟

وبالاضافة الى ذلك فان الحركات الاسلامية تواجه مهمة تحويل هذه العلوم الى حقائق ووثائق مادية، وعلى سبيل المثال ترى ماهو موقفنا من التقدم الهائل الذي حققه العلم في مجال الفضاء، وماهي مساهمتنا فيه، وماهو علاجنا لتخلفنا عنه؟

قبل عدة سنين كانت العقول الالكترونية بحجم السفن في حين انك تستطيع اليوم ان تحمل الكومبيوتر في جيبك علما انه يقدم نفس الخدمة التي كان يقدمها ذلك الجهاز الذي كان بحجم سفينة كبيرة!

وعلاوة على ذلك فان الحركات الاسلامية تواجه اليوم اسلحة فتاكة صنعت بهدف تحطيمها، وتغيير مسارها، وبهدف سيطرة المستكبرين على الشعوب التي تحاول هذه الحركات انقاذها من ايديهم، وهكذا فان الحركات الاسلامية مهددة بالدمار اذا بقيت تعالج القضايا النظرية في حين ان النصف الاخر للحقيقة هو الدافع العملي المبني على قاعدة القيم.

قال الله- تعالى-: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ (الحج/ 40)، فكيف ننصر الله، وهل النصر ان نكتفي بترديد الشعارات والكلمات، ام ان نجسد هذا النصر من

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست