responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 121

النار كما اشار الى ذلك الحديث الشريف، وفي هذا المجال يروى ان رجلا جاء الى الامام الصادق (عليه السلام) متسائلا: يا ابن رسول الله انا لا اعرف ان كنت من اهل الجنة ام من اهل النار، فقال له الامام (عليه السلام): اعرض نفسك على القرآن، فان وجدت انك قد طبقت آياته، وعملت بها فانك من اهل الجنة، والا فانك من أهل النار.

وهكذا فان القرآن هو الحكم الفاصل بيننا وبين اهوائنا، فلابد ان نعود الى هذا القرآن فنقرؤه جيدا، ونتمعن في آياته، ثم نعرض انفسنا على آياته الكريمة؛ وهذا الامر يصح ايضا في مجال النطاق الاجتماعي، والتجمعات المختلفة، فالتجمع ليس الا شخصية مستوحاة ومنبعثة من مجموعة الافراد الذين يكونونه، فهو ليس صنما، او صورة بعيدة عن الواقع، بل هو نتيجة وخلاصة لسلوكيات الافراد، فكل فرد ينتمي الى هذا التجمع فانه لابد ان يتأثر به، ويعكس واقعه بنسبة معينة عليه.

الانتصار الحقيقي:

وعلى هذا فاننا لانستطيع ان نبرر تخلينا عن المسؤولية، فنلقي بها على التجمع الذي ننتمي اليه او نواليه، وكذلك فان القوانين السائدة في التجمعات، والعلاقات التي تربط بين ابناء التجمع الواحد، او تربط بين هذا التجمع وسائر التجمعات الاخرى ان لم تكن مستوحاة من الاسلام والقرآن، فان نجاح اي تجمع يكون مشكوكا فيه، وحتى لو نجح هذا التجمع فان نجاحه قد لايكون في خط الاسلام، فليس كل انتصار انتصارا حقيقيا، فهناك بعض الانتصارات اسوء من الهزيمة، ذلك لان الانسان اذا انتصر في الواقع المادي بعد ان يكون قد انهزم في الواقع القيمي والمعنوي، وكانت هزيمته في الجانب المعنوي ثمنا دفعه لانتصاره في الجانب المادي، فان هذا الانتصار يعد هزيمة نكراء بالنسبة اليه.

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست