responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : على طريق الوحدة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 78

استعداد وتهيؤ لاينفعه انتظاره هذا، ولا يزيده أمله إلّا خساراً؛ في حين ان الذي يعمل على إعداد نفسه، ويطبق قوله عز وجل: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَااسْتَطَعْتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الانفال/ 60)، فانه يسعى من اجل تكثيف قدراته، ورفع مستوى امكانياته، وتربية ذاته، وتزكية نفسه، وتوجيه وتنظيم طاقاته .. وبالتالي فانه يأخد بكل ما يستطيع من اسباب القوة.

والإعداد- بكل أبعاده- ينبغي ان يتم قبل ايام المواجهة، وينبغي ان تكون تعبئة العاملين على مستوى بحيث انهم لو استنفروا استطاع خلال لحظة واحدة ان ينفروا جميعهم خفافاً وثقالًا. فالقوة التي تكون دائماً على اهبة الاستعداد هي التي تستطيع ان ترهب عدو الله وعدوها، كما انها سترهب جميع المنافقين المتسللين الى صفوفها؛ لان من يعتريه خور العزيمة، وضعف النية، وشحة الايمان لايستطيع ان يلقي الذعر في قلب اي احد. في حين ان من يطبق في حياته العملية، وسلوكه اليومي مضمون الآية القرآنية السابقة، فان مفهوم الانسان الساعي والجاد سينطبق عليه، وإلا فانه انسان يعيش على الاحلام والتمنيات. صحيح ان الموت للطغاة، وان الله تعالى اكبر منهم، ولكن الذي لايعد نفسه اعداداً جدياً في ايام السلم فانه سوف يكون عاجزاً عن خوض الصراع في ساعات المواجهة.

اسم الکتاب : على طريق الوحدة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست