إنّ الله تبارك اسمه يقول عن حكمة لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهَاجاً* لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ (المائده/ 48- محمّد/ 4) أي أن الله يريد خلق الفرص وإيجاد التنافس عبر التعدّد والتنوّع.
لقد سمى داروين حياة الغابة (صراع البقاء) وأنا أُسميها بالتنافس للأصلح، فالله قد خلق الحيوانات المفترسة ليس لمجرد أكل الحيوانات الضعيفة، بل خلقها لتحافظ على الغابات من التعفّن، وذلك عبر تصفية العناصر الضعيفة أو المعرضة للموت والسقوط. فالله الذي خلق في الأسد قوة الافتراس، كان في الوقت نفسه قد زود الغزال مثلًا بقدرة الفرار، ولكن يبقى الغزال المريض أو الكسير من حصة الأسد، لئلّا تبقى جثته على الأرض فتحدث التعفّن وتنشر الوباء في البيئة. والبحث عن الأصلح يعني الحركة نحو توفير السلامة والصلاح.
أما بالنسبة إلى الحالة الاجتماعية، فإننا قبل أن نأمر القوي بأن لا يأكل الضعيف، نأمر الضعيف بأن لا يبقى ضعيفاً، وندفعه ليكون قوياً حتى يكون محترماً، وقد جاء في كتاب الله: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ (الأنفال/ 60)، وجاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: