responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : على طريق الحضارة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 111

* التعدديّة وكرامة الإنسان

إنّ الذي يدعونا للحديث عن التعدديّة والتنوّع هو أن الإنسان كائن كريم مكرّم، وأن أهم ما فيه كرامته وشخصيته، وأنه محترم في مجتمعه وعند نفسه، وإذا تحطمت هذه الكرامة وهذه الشخصية لأصبح شأنه شأن أية دابّة، بل لعلّه سيكون أقل منزلة من الدواب، والله يقول في ذلك واصفاً المتنازلين عن كرامتهم إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان/ 44).

فالتعدّدية تحافظ على كرامة الإنسان حسب رأيه وقيمه ونوعية طريقته لتطبيق القيم الإلهية. أما إذا أردنا إذابة الناس وصهرهم في بوتقة واحدة وتحويلهم إلى مادة متجانسة متشابهة، فإننا نكون قد تجاوزنا كرامتهم، وهم بلا كرامة لا يساوون إلّا صفراً!!

* التعدّدية سرّ الإبداع

ترى ما هي القوة الديناميكية التي تدفع الإنسان إلى الحركة والإبداع؟

إذا كانت الحيوانات تتحرك لتحصل على ما يقيم أودَها ويصون حياتها ووجودها، حركةً تفتقر إلى الطموح نحو التطوّر والتغيير، فإن الإنسان كائن متطلع طامح إلى التطور بفطرته وطبيعته، وطموحه هذا لا يمكن أن يبرز إلى الوجود ما لم يكن هناك تنافس، والتنافس لا يمكن تصوّر وجوده بحال من الأحوال مع فقدان التعدّدية والتنوّع.

اسم الکتاب : على طريق الحضارة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست