responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 78

إذن ما اعظم حظنا، وما أكبر فرصتنا وتوفيقنا لهذه الشعيرة المباركة. من هنا يظهر أن الحج دعوة خاصة من الله تعالى لكل إنسان. أسماء مسجلة، ولعلها مكتوبة من عالم الذر، لان ربنا سبحانه حينما أمر النبي إبراهيم الخليل إن يبني الكعبة، فبناها ثم قال: يا رب، بيتك بني. فمن يحج؟ فجاءه النداء: يا إبراهيم اصعد أبا قبيس- وهو الجبل المشرف على الكعبة- وأذّن في الناس بالحج قال: من اسمعه، ولا أحد في هذه الديار؟

فقال: يا إبراهيم عليك البلاغ وعلينا الأداء، فصعد النبي إبراهيم على الجبل، وقال: هلم الحج. يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: فسمعه الناس في أصلاب الرجال وأرحام النساء. فمن لبّى مرة وفق للحج مرة، ومن لبى مرتين وفق له مرتين، وهكذا ثلاث وأربع ... ومن لم يلب لم يحج [1].

ألم أقل لك إنها دعوة خاصة من الله. فيا ترى ماذا أعددنا لهذه الرحلة الإلهية، لهذه الوفادة إلى الرحمن، والتي قد لا يعود الإنسان إليها أبداً، ولا يعلم متى يحول الأجل بينه وبين هذه البقاع المباركة؟

كم من إنسان تمنى الحج، ولكن الموت حال بينه وبين أمنياته.

وفي هذه الرحلة لا يتصور الحاج أنه وصل إلى هذه الديار دون مخاطر إغواء من الشيطان. ولا ريب إن الشيطان لم يبق في بلادكم التي ارتحلتم منها، وإنما كان معكم في الطائرة، واستقبلكم في مطار جدة، وكان معكم في المدينة المنورة، ومعنا معنا لا يتركنا .. لأنه قد حلف بالله، وعزة رب العالمين أن لا يتركنا حتى يغوينا، وهو يجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق. فلذلك يحاول أن يمنعك عن الحج،


[1] - بحار الانوار، ج 12، ص 105.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست