responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 66

بادئ بدء معرفة وتشخيص أن هذا العمل ذنب، والنية للتغيير والإقلاع عنه. فمعرفة الذنوب والاعتراف بها والتصميم على تركها، يعتبر المحطة الأولى من محطات الاستغفار.

ثم إن الإنسان إذا كان يريد التعرف إلى حقيقة نفسه، وأنه قد غفر له أم لا، فإن عليه أن يعرض نفسه على القرآن؛ فهو خير مرآة تعكس الحقيقة الإنسانية كما هي ومن دون شوائب، فإنه من المؤكد أن ينال الهدى من كلام الله المجيد. فهو ميزان لا غشٌ ولا إفراط ولا تفريط فيه أبداً، وبهذه الطريقة يكون المرء قد أزاح حجاباً آخر من حجب الشيطان عن عقله وعن نفسه.

وثّمَّ موضوع أخلاقي آخر يجدر بالإنسان اتخاذه سلوكاً ملازماً له، من شأنه كبح جماحه وتلمّس حقيقته، ألا وهو ضرورة أن يقيس نفسه فيما يخص الأمور الدنيوية بمن هم دونه، لكي تهون عليه ضغوطات الحياة ويطرد عن نفسه وساوس الشيطان وهوى النفس الأمّارة بالسوء. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يلزمه أن يقيس نفسه فيما يخص أمور الآخرة بمن هو أعلى منها، حتى يكون ذلك دافعاً له نحو أداء المزيد من أفعال الخير واغتنام ما أتيح له من فرص. وهذا يعني وجوب تعرف المرء على أهمية الالتزام بالقناعة والطموح ومعرفة فوائدهما ومعرفة الخط الفاصل بينهما، حيث أن فائدتهما العظمى تظهر في أنهما سيحققان للإنسان عيشة راضية، بما للكلمة من معنى؛ سواء في الدنيا أو في الآخرة. فما أروع أن يكون المرء غير متكالب على الدنيا، قانعاً بما أنعم الله عليه فيها، طامعاً في الآخرة، ومصمماً على العروج إلى أعلى عليين، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست