responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 57

عنهم وأداء الخدمة والعرفان لأهاليهم، ومن ثم المبادرة الى استقبالهم وزيارتهم، وقد حثت الأحاديث والروايات الواردة عن النبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام على زيارة الحاج قبل أن تخالطه الذنوب، وأن من زار حاجاً فكأنما استلم الحجر الأسود، وهذا يعني ضرورة أن يضع من لم يحج في حسبانه فضل هذه الفريضة ويتصور الحكمة منها وعظمة من وفق لأدائها. وهذا الأمر بحد ذاته يعتبر مشاركة روحية وعاطفية مع الحجاج، ليتحول موسم الحج الى مهرجان إيماني يعيشه المؤمنون على اختلاف الفرص المتاحة أمامهم.

أما الوصية الثالثة؛ فتكمن في أن يتهيأ الحاج فكرياً وعقائدياً لبناء التصور الإيماني الكامل عما سيؤديه من مناسك وما سيصل إليه من مواقع مقدسة، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) يضم من المعاني العديدة التي منها هجر الثقافة الضحلة التي قد يتعرض لها هذا الحاج أو ذاك، فتراه يبحث عن البضاعة الجيدة بدلًا من البحث عن التزود من التقوى، واستغلال هذه الفرصة الإيمانية العظيمة. إذ الحج أشهر معلومات؛ أي إن الفرصة فيه محدودة بفترة زمنية معينة غير مفتوحة دوماً. وهذا بالذات ما يدعو الحاج الى أن يجزم النية الى الذهاب لأداء المراسم المقدسة وشهادة المنافع الحقيقية للحج التي أرادها الله له، لكي يعود الى بلاده حاجاً بالمعنى الصحيح للكلمة. وهذا ما لا يمكن تصور تحققه دون أن يتعرف الحاج على فضل كل عبادة يؤديها، وكل منسك يقوم به في هذه الفريضة، وقد قال تبارك وتعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْه اللّهُ (. أي أن كل استزادة من عمل الخيرات يعتبر خطوة نحو مضاعفة الثواب، لأن الله مطّلع على النوايا والأعمال.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست