responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 45

عز وجل بالأذان به في الناس وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم. فكنت ممن لبى هذا النداء الإلهي واستعد لدخول هذه الضيافة الرحمانية، فقد تحج مرة واحدة، لأنك لبيّت- وكنت لمّا تخلق بعد- مرة واحدة، وقد تحج عشر مرات لأنك كنت قد لبيّت عشر مرات.

كان البعض من الحجاج يستغرق حجهم سنة كاملة أو أكثر من ذلك ذهاباً وأداءً وإياباً، وكانت رحلة البعض الآخر تستغرق أشهراً، ورغم تطور وسائل النقل في العصر الحاضر إلّا أننا ما نزال نرى هذا الحاج أو ذاك قد صرف من وقته عشرات الساعات حتى يصل إلى هذه الأرض المقدسة بسبب مشاكل المطارات الفنية والقانونية، بل حتى رأينا من طالت سفرته إلى الحج ثلاث سنين ... لأنه جاء سيراً على الأقدام من أقصى الأرض. وهؤلاء كلهم يدفعهم، أو لنقل يجذبهم شعور قلبي وروحي خاص للتوجه إلى بيت الله الحرام، بل وإلى الآخرة برمتها.

وها هو الحاج، حيث يتجاوز كل هذه المصاعب ويتحمل كل هذه المشاق تراه عرضة لوساوس الشيطان، ليحرفه عن اهتماماته الحقيقية، وليوجهه إلى التفكير بتوافه الأمور، كشراء بعض الحاجيات والمأكل والنوم والمشاكل الجزئية الأخرى .. وذلك كله لينسيه حقيقة أنه إنما جاء إلى بيت الله الحرام لكي يخوض تجربة تربوية قد لا يوفق إليها مرة أخرى.

إن الحاج يجب أن يضع في حسبانه ويعلم يقيناً بأن فريضة الحج عبارة عن إرادة إلهية قاطعة في تطهير الحاج من ذنوبه وتأهيله تأهيلًا جديداً إلى خوض الحياة مرة أخرى وفق أصول الإيمان والتقوى

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست