وظن أن الله لم يغفر له، فهو من أعظم الناس وزراً"[1] فلا يجدر بالحاج أن يشك في ضيافة الله ورحمته التي تتنزّل عليه وهو يؤدي مناسكه.
فعليه والحال هذي- أن يزيح عن نفسه حجب الشرك والشك والحسد والبغضاء والتكبر والفواحش؛ ما ظهر منها وما بطن. وليحاول من جهة أخرى الوصول إلى نور الله، حيث استشعار اللذة في العبادة وتلمّس رضوان الله الأكبر. وليتذكر كل واحد منا أثناء تلكم اللحظات العرفانية ما جاء على لسان الإمام زين العابدين عليه السلام في مناجاته الشعبانية، حيث يقول:
. من هنا حاولوا حثيثاً أن تصلوا في أيام حجّكم إلى لحظة العبادة الحقيقية، لتتفتح قلوبكم على نور الله ولو للحظة واحدة. وإذا ما وصلتم وأحسستم بتلك العبادة، فاعلموا أن توبتكم قد قبلت، وأن مستقبلكم مضمون، حيث تعودون إلى أهليكم فتزودهم من نور الله الذي اختاركم لحمله من بين الناس. فنور الله شيء عظيم تعجز الألسن عن وصفه، ولا يمكنني شرح مواصفاته مهما بذلت من جهد وبأيّ لسان تحدثت، ولكن كل ما يسعني قوله هو أن لذة الشعور باستقرار هذا النور في قلب الإنسان المؤمن أعظم بكثير من لذة الحياة كلها، بما فيها لذة الأموال والأولاد والشهوات. ففي لذة النور معرفة الله، ولمس الحقيقة الأزلية.