زادنا الأوحد لعبور أهوال يوم القيامة والتخلص من عذاب جهنم ثم الدخول إلى جنان الخلد والحصول على رضوان الله الأبدي.
وعلى هذا الأساس؛ ليكن في حسباننا أنّ كل عمل نقوم به، وكل مبلغ نبذله، وكل خطوة نخطوها لدى فريضة الحج، سيسجل من ضمن حسناتنا إن نحن نوينا ذلك واعتبرناه من جملة القربات إلى الله سبحانه وتعالى.
إن التقوى التي جئنا نحج من أجل التزود بها، هي عبارة عن الإرادة وتفعيل هذه الإرادة باتجاه الامتناع عن ارتكاب المحرمات، كما هي السعي الحثيث نحو التلمس القلبي والعقلي لحقيقة الإيمان والعقدية لحلّ مشاكل الحياة وكبح النفس عن اتباع الشيطان. فكان الحجّ خير ساحة لتحقيق ذلك، بعد استيعاب أسرار الفرائض المقررة له من قبل الشارع المقدس، وعبر التجرد عن الاهتمامات الصغيرة والتافهة والتوجه نحو العبادة الحقّة واختزال معاني الأدعية المأثورة عن النبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام.
ولعل أول خطوة على طريق التزود بالتقوى أثناء الحج، هي الالتزام بمستحبات الحج التي هي عبارة عن التمهيد المناسب للدخول في عالم أداء الفرائض، والنظر إليها بالنظرة القدسية التي تستحقها.
ومن الممكن القول بأن الخطوة الثانية على هذا الطريق، هي حضور مجالس العلماء والاستماع إلى أحاديثهم بإمعان وتوجه، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن لمواقع الحج تأثيرها الكبير على استيعاب المفاهيم بشكل مؤثر.
ثم علينا أن نسعى بكل جهدنا وقدرتنا إلى التوسل بالله سبحانه وتعالى، لا سيما إذا وضعنا أمام أعيننا وقدمنا بين أيدينا ما