responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 92

لابن أخيه الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، حيث تعصّب لرسول الله ثم آمن به.

والعصبية قد تكون قبلية، وقد تكون حزبية، وكل ذلك إلى النار باستثناء أن يكون المرء متعصّباً لحزب الإيمان الذي لا تأخذ أفراده لومة لائم، إذ هم لا يفرقون بين إنسان وآخر مهما تفاوتا، اللّهم إلّا في قضية واحدة، وهي القرب من الله، فهم يفضلون شخصاً على شخص وفقاً لهذا المقياس فقط. ولذلك؛ يقول ربّنا سبحانه وتعالى: (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ اْلآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ) (المجادلة/ 22) لأن الكرامة الإنسانية هي مقياس الودّ والنصرة، وهذه الكرامة لا يمكن تصورها بأي حال من الأحوال في إنسان يحارب واهب الكرامة والمنعم بها، حتى وإن كان هذا المحارب أباً أو أخاً أو عشيرة، رغم أن القرآن الكريم قد أوصى في أكثر من آية بالإحسان إلى الوالدين وصلة الرحم ..

ثم إن من يبحث عن الكرامة، ومن يريد نصرتها، من الطبيعي أن يكون ذا قلب مفعم بالإيمان بأبعاده المتكاملة، أو الطامحة للكمال، وهو لن يوفق إلى تحقيق هذا الهدف السامي ما لم يؤيد برضى الله ونصره.

إن مثل هذا القلب هو الذي تملؤه السكينة ويملؤه الاطمئنان والرضا وحب الله ومعرفته، وهو المرشح الوحيد للدخول إلى جنان الله الرحبة والخلود فيها، لأن الله قد رضي عنه، ورضي وسلم هو بما كتب الله له.

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست