responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 90

الغريب، فأجاب القائد البريطاني بأن من لم يكن مستعداً للبصق بوجه أبيه فإنه سيمتنع عن اعتقال أخيه، ونحن البريطانيون بحاجة إلى شرطي يحرس وجودنا لا إلى شرطي يحترم أباه!!

إن من جملة العوامل التي تسحق الكرامة الإنسانية هي العصبية القبلية، كأن يقول قائل أنا من عشيرة فلان أو قبيلة فلان متفاخراً، حيث يترك بذلك إنسانيته لينتمي إلى قبيلته.

نعم؛ إن لكل إنسان الحق في الدفاع عن كيانه وكيان عائلته وقبيلته، شريطة ألّا يعتبر هذه السلسلة أعلى من الكرامة الإنسانية، ذلك لأنه إذا جعل القبيلة مقياساً لقناعاته وتطلعاته فإنه سيجد نفسه متورطاً في كثير من القضايا الباطلة التي أثارتها العصبية القبلية من حوله .. في حين أن الله كرّم الإنسان المؤمن وخلقه في أحسن تقويم وبالتالي يتوجب عليه الترفع على هذه الجاهليات التي بعث الله الأنبياء من أجل إزاحتها ودحضها لتكون المسيرة الإنسانية مسيرة قويمة .. وقد قال الله تبارك وتعالى: (يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوبًا وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) (الحجرات/ 13)، فالكرامة إذن تكمن في الاعتقاد بأن الله هو الخالق وهو الذي له الهيمنة وحق التشريع للإنسان، دون القبيلة والعشيرة ..

أما أعداء الكرامة الإنسانية كبني أُمية؛ فهم الذين عملوا على إثارة النعرات واستثمار النفوس الضعيفة، لإحكام سيطرتهم على البلاد والعباد، وقد قال رسول

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست