responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 43

بهم سرادقها، فتلدغهم حيّاتها وعقاربها، وفي هذه النار الملتهبة يفتح أمامهم من مكان بعيد باب إلى الجنّة فإذا بهم يرون قصورها ودورها ومياهها ونعمها المختلفة، فيتشوّقون إليها، ويسرعون إلى ذلك الباب ظانين أنهم سيصلون إليه، ليهربوا من خلاله إلى الجنّة، وعندما يصلون على مقربة من هذا الباب إذا بالملائكة الغلاظ الشداد تظهر أمامهم فتشبعهم ضرباً وركلًا وتجبرهم على العودة من حيث جاؤوا، ويبقون على هذه الحالة إلى ما شاء الله، فيتحقق بذلك الاستهزاء الإلهي منهم.

مصدر النفاق

والسؤال المهم المطروح في هذا المجال هو: من أين ينبع النفاق، وما هو مصدره؟

للجواب على هذا السؤال نقول: ربما نستوحي من هذه الآية الكريمة: (في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) (البقرة/ 10)، إنّ في قلب كل إنسان جذور النفاق، فالإنسان يولد وفي قلبه فطرة الإيمان، وجذور النفاق في نفس الوقت. فهذه التجلّيات الظاهرة التي نجدها في الدنيا إنّما تدل على وجود جذورها في قلوب البشر، إلّا أنّ بعض الناس ينمّون الإيمان في قلوبهم، فإذا به يتحوّل إلى شجرة وارفة الظلال، متشعّبة الفروع، ومثمرة في قلوبهم، ولكن البعض الآخر يزرعون بذرة الكفر والنفاق في قلوبهم كما يشير إلى ذلك ربّنا سبحانه في قوله: (في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللّهُ مَرَضًا) (البقرة/ 10).

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست