responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 42

على العكس من ذلك، فهم يأخذون كل شيء بمأخذ اللعب واللّهو، فيستهزؤون بالله، ورسالاته، وبالقيم الإنسانية، وبالآخرين، لذلك تجد حياتهم ممتلئة باللعب واللهو.

والقرآن الكريم يتعامل بشدّة مع المنافقين لأنهم يستهزؤون، ففي آيات كريمة من سورة البقرة والتي تبيّن بداياتها النماذج الثلاثة من الشخصيات الإنسانية المختلفة؛ المؤمنين، والكفار، والمنافقين، نجد أن الله سبحانه وتعالى عندما يحدّثنا عن المنافقين فإنّ حديثه هذا ينتهي بالتأكيد على صفة الاستهزاء وكأنها الصفة الرئيسية التي تنبع منها سائر صفاتهم.

لماذا الاستهزاء؟

ترى لماذا يستهزئ المنافق، وينظر إلى الأمور بمنظار اللّهو واللعب، ولا نجده جدياً في حياته؟

الجواب: لأنه اعتبر الحياة بدون هدف وكأنه جاء إليها عبثاً، وأنه سيموت دون أن يواجه أي حساب، والله عزّ وجلّ يحدّثنا عن هذه الصفة في قوله: (وَ إِذا لَقُوا الَّذينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إِلى شَياطينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ* اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة/ 15 14).

فهم يظنّون أنهم يستهزؤون بالله تعالى من خلال الأعمال التي يمارسونها، في حين أنّ الله هو الذي يستهزئ بهم.

ومن أبعاد استهزاء الرّب بهؤلاء هو أنه يتركهم يتوغّلون في طغيانهم، وفي يوم القيامة يدخلهم في نار جهنّم لتحيط

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست