responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 34

ولكن ما هو الهدف والحكمة الإلهية من هذا الامتحان الذي يتعرض له هذا النبي أو ذاك؟!

إن النبي المعصوم بعد أن يرتفع بإيمانه بالله تعالى والتسليم له، ينطلق بحركة قوية جداً، فهو يحلق تحليقاً كبيراً حتى يصل إلى أعلى عليين، وليس إرخاء حبل العصمة له من قبل الله ليس إلّا شحنة قوية تزيده انطلاقاً وانبعاثاً وتحليقاً ... ولذلك كان الإنسان التائب من الذنب في بعض الأحيان أرقى ممن لا ذنب له، إذ أن مَن لا ذنب له قد يصاب بشيءٍ من الكبر والغرور، ولكن الذي يتوب بفعل ذنب من الذنوب يكون في خضم ردّة فعل وندم وتألم قلبي على نفسه ومصيره، حيث يرى نار جهنم محدقة به، ما يدفعه إلى التحليق حتى يصبح في أعلى عليين، أما الذي لا ذنب له تراه لا يحلق مثل هذا التحليق.

إذن؛ فقدرة الإنسان على إصلاح نفسه هي قدرة هائلة جداً، ومن هنا نجد في النصوص الإسلامية تأكيداً ملحّاً على التوبة، حيث قال تعالى: (تُوبُوا إِلَى اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) (التحريم/ 8).

إن استشراف الإنسان على نفسه وقدرته على اكتشافها بنفسه ومحاسبتها، هذه القدرة الهائلة تعطي للإنسان أصل التقوى، بمعنى قاعدة الانطلاق نحو قمة التقوى. ولذلك جاء في الحديث النبوي الشريف:

«حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزنوها قبل أن تُوزنوا»

[1]. وقال أميرالمؤمنين


[1] - وسائل الشيعة، للحرّ العاملي، ج 11، ص 380.

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست