responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 138

لتحقيق إنسانية الإنسان وإحراز مرضاة الله. ومن هنا نرى المؤمنين المخلصين يلجؤون إلى ربّهم متضرعين بالقول:

«اللّهمّ صلِّ على محمّد وآله، وأرني الحقّ حقّاً حتى أتبعه، وأرني الباطل باطلًا حتى أجتنبه، ولا تجعله عليَّ متشابهاً فاتبع هواي بغير هدى منك»[1].

هناك في حريم نفسك، وسرِّ سرِّك، وغيبِ غيبك، يراقبك الله وهو العالم بما توسوس به نفسك، وهو الأقرب إليك من حبل الوريد .. هنالك يراقبك ربّك الأكرم، فلا مجال لك أن تخطأ المسير، لأن الخطأ الحقيقي يأتي من خطأ المنهج، في حين أن المنهج الفكري الصحيح هو المطلب الإلهي، أما التفكير الذي يقود إلى الهوى والشهوات فهو تفكير قاتل مرفوض ..

ولنقل ثانياً: إنّ من آفاق وأبعاد مسؤولية الإنسان هو مسؤوليته عن سلوكه، وقد بيّن لنا ربّنا سبحانه وتعالى في سورة الزلزلة، وهي التي لها الوقع الأعظم في النفس: (إِذا زُلْزِلَتِ اْلأَرْضُ زِلْزالَها* وَ أَخْرَجَتِ اْلأَرْضُ أَثْقالَها* وَ قالَ اْلإِنْسانُ ما لَها* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها* يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النّاسُ أَشْتاتًا لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ* فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (الزلزال/ 8 1).

بهذه الدقة المتناهية وبهذا الوضوح والشفافية يبيّن لنا ربّنا حقيقة وثقل مسؤولية ابن آدم تجاه سلوكه وضرورة


[1] - مصباح المتهجد، للشيخ الطوسي، ص 111.

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 138
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست