responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 82

الجماهير تنظر إلى أعمالنا

وهكذا فان أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسلوك المسلمين، ونموذج المجتمّع الإسلامي، كلّ ذلك هو الذي جذب الناس إلى الإسلام. ونحن اليوم ندعو إلى الإسلام والناس يوجّهون أنظارهم بدقّة إلى أعمالنا وواقعنا المتردّي البعيد عن الإسلام؛ فإذا بالكذب متفشّ، وحالة التفرقة والغيبة والتهمة والفحشاء قائمة وشائعة، والناس كسالى ليس لهم اندفاع إلى التحرّك والعمل، وليسوا حضارييّن ولا عقلانيّين .. فما الذي يجذب الناس في مجتمعنا حتى يكونوا مؤمنين، وهل الإسلام يقتصر على هذه الركعات القليلة التي نؤدّيها؟

الجواب بالنفي طبعاً، فنحن عندما ندعو الناس إلى الإسلام، فانّ علينا أن ندعوهم في نفس الوقت إلى العمل؛ أي أنّ يكون المجتمع الذي نريد بناءه مجتمعاً حضارياً. فعلينا عندما نريد- مثلًا- ان نؤسس مجتمعاً باسم حركة، أو تنظيم، أو جمعيّة، أو مؤسّسة خيريّة .. أن يكون هذا المجتمع أوّلًا وقبل كلّ شيء متّسماً بالفضائل والمكرمات، التي أمر بها الإسلام. أمّا اذا ظهرت الخلافات والنزاعات بيننا منذ بدء تأسيسنا للتجمّع، ولسان حال كلّ واحد منّا يقول: أن تنظيمي أحسن من تنظيمك، وجماعتي أفضل من جماعتك، ورحنا ننادي بالفخر، والعصبيّة والحميّة، والنيل من شخصيّات الآخرين، فانّ هذا الكيان لا يمكن أن يكون إسلاميّاً، ولا يكفي أن نطلق عليه صفة الإسلام ليكون إسلامياً، بل يجب ان يكون مطبّقاً لأحكام وتعاليم الإسلام.

وبطبيعة الحال فانّهم عندما رأوا ذلك من الحركات الإسلامية فانّهم تنحّوا جانباً، وقالوا: إذا كان الإسلام هكذا فنحن لا نريده. فالمنتمون إلى

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست