responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 81

والتقوى، والمحبة. وعلى سبيل المثال؛ فانّ الامام زين العابدين عليه السلام زوّج المرأة التي قامت بتربيته من عبد له، كما كانت له امة اطلق حرّيتها في سبيل الله تعالى ثم تزوّجها بعد ذلك. فما كان من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلّا أن بعث إليه برسالة انتقده فيها على تصرّفه هذا، فرّد عليه الامام عليه السلام بانّ الله وضع بالإسلام كلّ عزيز، وأعزّ كلّ ذليل، ولا لوم إلّا لوم الجاهليّة؛ أي انّه افهم الحاكم الأمويّ بطريقة غير مباشرة انّه انسان جاهليّ، لانّه ما يزال يحمل في نفسه حميّة الجاهليّة، والإسلام ليست فيه مثل هذه الحمية المرفوضة.

إنّ الإسلام بنى المجتمع الرسالي المتكامل القائم على التقوى والاحسان والاخوّة، وعندما رأى الناس هذا النموذج الإسلامي المثالي انطلقوا إليه، وآمنوا به وبدينه، علماً إنّ الإسلام لم يفتح الجزيرة العربية بالسيف، فلقد كان أهلها محاربين شجعاناً، بل فتح قلوبهم.

ولقد هرع كلّ من سمع بانّ في الجزيرة مجتمعاً جديداً إلى المدينة ليرى الحضارة والمدنيّة والتقدم والمحبّة والمواسات والرحمة ... فلم يَرَ فقيراً ولا مسكيناً، ولا طبقيّة، ولا عنصريّة، بل رأى انّ المجتمع مجتمع فاضل، ووجد أنّ من الأفضل له أن يكون ضمن هذا المجتمع، فدخل الجميع في دين الله كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم في قوله: إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ* وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً (النصر)

فالقرآن الكريم لم يقل (يُدْخَلون)- بضمّ الياء وفتح الخاء- بل قال (يَدْخُلون)- بفتح الياء وضمّ الخاء-؛ أي انّهم دخلوا في الإسلام طواعية.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست