responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55

الذي أحجم جميع المسلمين عن مقارعة عدوهم يوم الخندق وبقي وحيداً يطلب الإذن من رسول الله صلى الله عليه وآله في مقاتلة رأس الأعداء، حتى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله:" برز الايمان كله إلى الشرك كله" [1] وحينما انتصر أمير المؤمنين على عمرو بن ود قال الرسول الأكرم قولته المشهورة:" لضربة علي خيرٌ من عبادة الثقلين". [2]

نعم؛ فان رجاء الله واليوم الآخر والاستمرار العملي في ذكر الله، إنما يزيد المؤمن إيمانا بالحقائق والتسليم للحكمة الالهية، ومضاعفة التمسك بالعهد مع الله والوفاء به.

ولقد جسد أمير المؤمنين عليه السلام هذا التسليم والتصديق إلى حدود يعجز الإنسان عن وصفها. ولا عجب من ذلك، إذ هو في الواقع بطل القصة القرآنية التي تحويها آيات سورة الأحزاب، وهو بسيرته الفذة استحق الوسام الرفيع الذي قلدته إياه آيات القرآن المجيد فهو عليه السلام كان رغم ما تصيبه من جراحات بليغة في المعارك- على قلة عدد جند المسلمين وتكالب وتظافر الأعداء عليهم- كان يرجع أسفاً منكسر الخاطر، لأنه لم ينل سعادة الشهادة، ويقول لسيده:" يا رسول الله؛ أوَ ليس قد قلت لي يوم احد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عني الشهادة فشقّ ذلك عَليَّ فقلت لي أبشر فان الشهادة من ورائك". [3]


[1] بحار الأنوار، ج 20، ص 274.

[2] بحار الأنوار، ج 39، ص 2.

[3] نهج البلاغة، خ 156.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست