responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 21

المقيتة، لتغيير هذه الأجواء، وليس للاستفادة منها. فأكد على عدم الفرق بين الناس، وأنّهم سواسية كأسنان المشط، وأنّ عدالة الرب وقوانينه هي الفيصل بين أولاد آدم.

وهكذا الأنبياء الآخرون، ولا سيما أولو العزم منهم، حيث كانت رسالاتهم تخاطب الإنسان لإنقاذه من كلّ دنس، والأخذ بيده نحو كلّ فضيلة ..

لقد كانت مهمّتهم هداية البشرية إلى الاعتراف بالخالق وتوحيده، ومن ثم القيام ضد كلّ ما من شأنه الوقوف بوجه الإنسان، ومنعه عن التكامل وصياغة الحياة الصالحة والاستفادة منها.

ولذلك ما كان الأنبياء والرسل يولون الرأي العام الجاهلي أهمية تذكر، ولو كان من المقرر أن يتأثّروا بما يؤلّبه عليهم أصحاب القدرة والنفوذ، لما أصبحوا رسلًا أو أنبياء، بل لنقل إنّ ثبات أصحاب الرسالات السماوية كان أقوى من الضغوط مهما تصاعدت حدتها عليهم.

ولو كان نبي من الانبياء يأخذ برأي الأكثرية، لساوم وداهن وخنع لعروض الآخرين، ولرضي- مثلًا- أن يعبد الأصنام يوماً، وأن يعبد الكفار ربّه يوماً آخر. فحينما حاصر النبي الأكرم مدينة الطائف ثلاثة أشهر، حتى ضاق أهلها ذرعاً بالحصار، عرضوا عليه أن يعبدوا الله يوماً ويعبد هو أصنامهم يوماً، فيستسلموا له. ولكنّه رفض هذا العرض رفضاً مطلقاً، ممّا اضطرهم إلى التنازل والاعتراف بالله وبنبوته. فإذا كان الباطل يأخذ أشكالًا متعددة ومتفاوتة، فإن الحق يبقى حقاًّ وبصورة واحدة مطلقة.

هنا تكمن صعوبة حركة الأنبياء، حيث كانوا يقاومون أنواع التيارات الجاهلية الباطلة، التي تأخذ صور الحياة المتعددة، في حين إنها صور ميتة في الحقيقة.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست