responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 74

بنورها، وكان من هذا القسم رجال كسلمان المحمدي الفارسي- وأبي ذر والمقداد وعمار وابن التيّهان.

وقسم بقي على بغضه لها وحبّه لعدوّها، وهؤلاء كانوا أعداداً بسيطة كالمغيرة الذي ضرب السيدة الزهراء بيده الخبيثة في أحد أزقّة المدينة وبقي على بغضه حتى آخر لحظة من حياته البغيضة المليئة بالأحقاد على مبادئ الإسلام. أما القسم الثالث، فكان يمثل الأغلبية من أهل المدينة، فقد بكوا الصديقة الزهراء وتعاطفوا معها قلباً، ولكنهم في الوقت ذاته خالفوها ومبادئها عملًا وصفّقوا لأعدائها ووقفوا مع الذين قتلوها واستباحوا حقوقها.

أزمة المسلمين الاولى

إن الأزمة التاريخية الحقيقية في حياة المسلمين هي هذه الازدواجية في السلوك؛ الأزمة التي رفضها القرآن الكريم رفضاً قاطعاً، معتبراً ظهور بوادرها أول ظهور الانكسار والردة والتخلّف. وها هي الآن الملايين تبكي الحسين عليه السلام في أيام عاشوراء ذكرى استشهاده المقدس، بل ويلطمون ويجرحون أنفسهم للدلالة على حزنهم وتضامنهم معه، غير أن المنصف إذا ما اعتبر أعمالهم مقياساً لإيمانهم فسيعرف أنّ الكثير منهم لاينتمي الى جبهة الحسين عليه السلام. فالعين تدمع من أجل الحسين، واليد تصفق ليزيد ولكل من كان معه وخطه في هذا العصر.

والأئمة عليهم السلام كانوا قد شخصوا ذلك من قبل، حتى أنهم وضعوا نصوص الزيارات الشريفة لسيد الشهداء التي جاء فيها:" اللهم العن أول

اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست