responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 71

السلام، التي عاصرت الإسلام منذ أيامه الأولى، وهي في بيت الوحي.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو معلمها الأول. لذا لم تنته الزهراء عليها السلام في شخصيتها، بل امتدت عبر ذريتها الطاهرة ..

صحيح ان المرأة المسلمة يفصلها اليوم عن فاطمة عليها السلام أربعة عشر قرنا، ولكن سيرتها الوضاءة تستطيع ان تلهمها وان تكون مدرسة لها. وسنقوم فيما يلي بعرض جوانب بسيطة من عظمتها وشموخها اللذان استمدّتهما من عظمة وشموخ الرسالة الإلهية. فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي فقد حنان الأم وعطف الأب منذ سنّ مبكّرة من عمره الشريف، كان يحسّ بهذه العاطفة المفقودة في حياته، لأنه بشر كسائر البشر كما يقول تعالى: قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ. ولكنه سرعان ماوجد هذه العاطفة المفقودة في شخصية ابنته الزهراء عليها السلام.

لقد كان النبي صلى الله عليه وآله عندما يعود من صراعه مع الجاهلية، وعندما يفرغ من دعوته للمشركين الى نبذ آلهتهم؛ كان صلى الله عليه وآله يسارع الى ابنته فاطمة التي كانت بدورها تحوم حوله، لتحوط هذا القلب الكبير بعاطفتها الجياشة، ولتضمد جراحاته، وتسكن آلامه .. تماما كما كانت تفعل ذلك والدتها خديجة الكبرى رضوان الله عليها. وهذا ما دفع النبي صلى الله عليه وآله الى آن يقول:" إن فاطمة أم أبيها" [1]، و" إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها" [2]


[1] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى عن المناقب، ج 3، ص 357.

[2] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى عن فرائد السمطين، ج 2، ص 46.

اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست