اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 57
مما تقدم؛ ان ربنا سبحانه حينما يريد شيئاً فهو يهيء أسبابه، فما هي أسباب ووسائل الرحمة؟ وأين هي؟
وبصراحة مطلقة أقول: ان أسباب الرحمة هي محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، إذ أن الله لما أراد أن يرحم العباد شاء أن تتجلى فيهم رحمته، فخلق أنواراً جعلها بعرشه محدقة؛ تسبّح وتهلّل وتكبّر، ثم خلق من هذه الأنوار السماوات والأرض والملائكة، وهلّلت الأنوار فهلّل معها كل شيء، وسبّحت فسبح معها كل شيء، وخلق الله الجنة من الأنوار المحيطة بالعرش، فجعلها الله وسيلة رحمته، وكما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم:" إنما أنا رحمة مهداة" [1] وعليه فلا فرق لدينا في ان يقول القائل: اللهم ارحمني برحمتك، أو: اللهم ارحمني بمحمد وآل محمد، فالنبي وآله هم رحمة الله وهدف الخلق.