responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 54

أرواحهم بالله.

هل كان نهج معاوية هو النهج الصحيح الأمثل لإنزال القصاص بأولئك القتلة؟

أكان طريق القصاص أن يمتنع من البيعة للخليفة الجديد الذي اختاره المهاجرون والأنصار في المدينة، ثم دخل المسلمون في بيعته أفواجاً من كل الأمصار والأقطار.

أكان طريق الثأر لعثمان أن يمتنع معاوية عن البيعة ويتمرَّد على الدولة في تلك الظروف المزلزلة التي لا تتطلب شيئاً كما تتطلب رأب الصدع وجمع الكلمة.

أكانت آية ولائه وحبه لعثمان أن يجعل من «قميصه» المضمخ بدمه رايةً يبعث تحتها كل غرائز الجاهلية، ويدير تحتها أتعس حرب أهلية تزلزل الإسلام وتُفني المسلمين [1].

لم يكن الهدف الثأر لعثمان. وإلَّا فما حداه إلى أن يكتب إلى كلٍّ من طلحة والزبير يدعو كلًّا منهما بإمرة المؤمنين، ويدَّعي أنهما أحق بها من علي عليه السلام وأنه من ورائهما ظهير، قد اتخذ لهما البيعة من أهل الشام سلفاً.

وإنما كان هدفه أن يُثير استفزازاً في العالم الإسلامي المتوتر، ويخرج من وراء ذلك بما يريد من الظفر بالسلطة المأمولة، والحزب الأموي من وراء القصد.

ولنترك هذا المشهد إلى مشهد آخر. فحينما نجحت مؤامرة معاوية


[1] خالد محمد خالد عن كتابه (في رحاب علي)، ص 162- 163.

اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست