responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53

التي شبَّت وأُضْرِمَتْ في عهد سائر الخلفاء الأمويين ... كانت جميعاً جارية على هذا المبدأ، ومُنفِّذة لهذه الخطة المدروسة.

فالحزب الأموي لم يُفَكِّر إلَّا في ابتزاز الأموال، وتشكيل السلطان، واستعباد الخلق بكل وسيلة. ومن أراد تفكيك الأحداث السياسية في هذه الحقبة الطويلة عن هذه الحقيقة الصريحة فقد أراد تفكيك المعلول عن علته، والمُسَبَّب عن سببه.

الحق الموروث:

وهكذا فإن الحزب الأموي شاء أن يجعل الخلافة حقًّا شخصيًّا وموروثاً منذ استبدَّ بالحكم في عهد عثمان. إلَّا أن المسلمين أدركوا ذلك بوعيهم، وبتنبُّه كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه واله، أمثال أبي ذر الغفاري، وعمرو بن الحمق الخزاعي؛ فأشعلوها ثورة أطاحت بآمال بني أمية، ونسفت أحلامهم وما بنوا عليها من صروح خيالية.

بيد أنهم دبَّروا الأمر بشكل آخر كما يعرفه الجميع، حيث طالبوا بدم عثمان. وهذه أول آية تدل على أنهم اعتبروا أنفسهم وارثي الخلافة بعد عثمان. وإلَّا فما كان يمكنهم أن يطالبوا بذلك بعد أن يضموا صوتهم إلى سائر أصوات المسلمين، ويبايعوا عليًّا عليه السلام، لا بل إنهم يريدونها كسروية وقيصرية يرثها الحفيد، وتُبرم باسم الوليد وهو رضيع.

فما أغنى معاوية عن هذا الذي لَجَّ فيه وتهالك عليه.

لقد رُفِعَ في الشام قميص عثمان حيث حشد تحته خمسين ألف مقاتل خاضبي لحاهم بدموع أعينهم، ورافعيه على أطراف الرماح، قد عاهدوا الله أَلَّا يُغْمِدُوا سيوفهم حتى يقتلوا قَتَلَةَ عثمان، أو تلحق

اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست