responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 44

كان الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف ينزل إلى المعركة في كل مناسبة فيكشف أسراب الخيل، لتفصح عن جثمان صحابي أو هاشمي يريد بلوغ مصرعه.

ولربما احتدم النزاع عنيداً شديداً بينه وبينهم وهو يحاول بلوغ مصرع من يريده. فكانت تُعَدُّ كل محاولة له من هذا النوع هجمة فريدة، ومع ذلك كان يكرر ذلك كل ساعة حتى قُتِلَ أصحابه، وأبناؤه، وإخوانه جميعاً.

والمصيبة ذاتها كانت مما يَنَالُ من قوة الإنسان، كما يفُلُّ من عزيمته، والعطش والجوع يُضعفان المرء، ويذهبان بكل طاقاته، والحر سبب آخر يأخذ جهداً من المرء كثيراً.

ويجتمع كل ذلك في شخص الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، ومع ذلك فإنه يلبس درعاً مُنَصَّفاً، ذو واجهة أمامية فقط، ويهجم على الجيش الضاري، فإذا به كالصاعقة تنقض فيتساقط على جانبيه الأبطال كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف.

فيقول بعض من حضر المشهد: إنه ما رأيت أشجع منه، إذ يكر على الجيش، فيفرّ أمامه فرار المِعْزَى عن الأسد، وذلك في حين أنه لم يكن آنذاك أفصح منه إنساناً.

وحينما نرجع بالتاريخ إلى الوراء نجد من الإمام الحسين عليه السلام بطولات نادرة في الفتوحات الإسلامية. ثم في حروب الإمام علي عليه السلام. إلَّا أنها مهما بلغت من القوة والأصالة فإنها لا تبلغ شجاعته يوم عاشوراء، تلك التي كانت آيةً رائعة في تاريخ الإنسانية بلا شك.

اسم الکتاب : الإمام الحسين عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست